في السنوات الأخيرة وتحديداً في فترة جائحة كورونا، ظهرت فكرة المطاعم أو المطابخ السحابية بشكل كبير في كثير من البلدان، لأنها نموذج جديد يغيّر طريقة تقديم الأكل ويقلّل التكاليف لفكرة المطاعم العادية.
عندنا في اليمن الفكرة لم تظهر بذلك الشكل المتوقّع رغم الحاجة لها في ظل ارتفاع أسعار الإيجارات ووجود تطبيقات توصيل ، في البداية خلونا نشرح مفهوم المطابخ السحابية لأن ممكن البعض لأول مرة يسمع بهذا الاسم .

مفهوم المطابخ السحابية

المطابخ السحابية، أو “Cloud Kitchens”، هي مطابخ تقوم بتجهيز الأكل وإعداده عشان تلبي طلبات التوصيل. ما في أماكن للجلوس أو مكان تروح تطلب منه الأكل ، وهذا طبعا يساعد على تقليل التكاليف مثل الإيجارات والديكورات وحتى عدد العاملين ، ويكون كل التركّيز على تجهيز الأكل وتوصيله عن طريق تطبيقات التوصيل.

الإيجابيات

  1. خفض التكاليف: تتجنب تكاليف الإيجار والديكورات، وهذا يعني مصاريف أقل.
  2. مرونة في القائمة: تقدر المطابخ تغير قائمة الأكل بسهولة حسب احتياجات السوق.
  3. توسع سريع: لأن فتح فروع جديدة مش بالتكلفة الكبيرة فالانتشار يكون أسرع.
  4. الاستفادة من تطبيقات التوصيل: تطبيقات التوصيل بتوفر عليك الكثير من عناء التوصيل.

السلبيات

  1. خسارة فئة من المجتمع: وهم الناس اللي يحبون الأكل في الطاولات على المطاعم ، والناس الي ما يستخدمون أو يفهمون التقنية والجوالات.
  2. تحتاج جهد تسويق: أعتقد ان فكرة  المطابخ السحابية تحتاج إلى جهد تسويقي مضاعف لنشر الفكرة أولاً.
  3. تحدي الجودة: الحفاظ على جودة الأكل قد يكون صعب أحياناً بسبب المسافات الطويلة في التوصيل.

التحديات والفرص في اليمن

طبعاً نحن بلد فيه الكثير من التحدّيات وكأنك في كوكب أكشن ، ومن الطبيعي أي مشروع أو فكرة لها تحدياتها ، فمن أبرز التحديات :

  1. ارتفاع أسعار الإيجارات: حتى لو المطابخ السحابية تقلل التكاليف، إلا أن احتياجك لاستئجار مطبخ برضه  يعتبر عائق وتحدّي.
  2. الأمان والاستقرار: لابد ذكر هذه النقطة ضمن التحدّيات، لأن اليمن بيئة غير مستقرة لهذا الاستثمار فيها تحدّي بحد ذاته.
  3. عدم وعي المستهلكين: بعض الناس صعب يستوعبوا فكرة أن في أكل بس ما في مطعم واضح يزورونه وهذا التحدّي يحتاج لتسويق ذكي.
  4. نقص البنية التحتية: ضعف الإنترنت وتغطية الاتصال تشكل عائق في توصيل الطلبات إلى العملاء.

الفرص المحتملة

على الرغم من التحديات، فيه فرص :

  1. الشراكات مع تطبيقات التوصيل: المطابخ السحابية ممكن تستفيد من التعاون مع التطبيقات بالذات في ظل وجود تنافسية بين تطبيقات التوصيل.
  2. الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي: بدل التسويق التقليدي ، منصات التواصل الاجتماعي بتوصل الفكرة وتعزز العلامة التجارية وتزيد من المبيعات.
  3. بيئة خصبة للمطابخ السحابية : فكرة المطابخ السحابية مش موجودة بشكل كبير او ما في تسويق لها بشكل جيّد فهذي فرصة لأن تكون الأبرز بهذا المجال.

في نهاية مقالي أعيد وأكرر رغم الظروف الحالية في اليمن، وكثير من الصعوبات والتحديات يواجها أي رائد أعمال أو مستثمر لأسباب كثيرة نعرفها جميعا ، إلا أن السوق اليمني لايزال خصب لكثير من الأفكار الجديدة ونقدر نقول أن في وعي يتزايد في المجال التقني وتقبّل الأفكار الجديدة وهذا سيفتح أبواب جديدة للمستثمرين ورواد الأعمال في المستقبل. عموما من المهم قبل كل شيء دراسة السوق وفهم احتياجات الزبائن لاستغلال الفرص المتاحة.